الصليب ، وهي نور يعطي معني لكل ما عاشه يسوع ، وسر القيامة ظهور لمعني الصليب كانتصار علي الموت ، فعلينا أن نكون حاضرين مع يسوع الذي قام من بين الأموات ، لانه هو حاضر اليوم بفضل القيامة .
القيامة محور إيماننا وهي التي تعطي معني للصليب ، الصليب هو الحب الإلهي المرفوض ، الذي قبله يسوع ، هذا الموت المفروض عليه حوله إلى حب وقبله بحرية ، وصار هذا الحب قمة حياته وخلاصتها ، القيامة هي سر الانتصار علي جميع قوات الموت ، وبفضلها لم يعد الموت هو نهاية عابثة ، ولكن في المسيح ومعه يصبح الموت بدايه لحياة ابديهحياة: بذل وحب وانتقال .
أن يسوع يعطي معني لكل ما نعيشه اليوم " حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة بأسمى اكون فى وسطهم. (مت 18 : 20) والحضور مع يسوع القــائــم هـــو مفتاح حياتنا ، ويتطلب منا انتباها كبيرا انتباه إيمان، ونظرة إيمان فالقيامة هي خلاصة إيماننا " وان كان المسيح لم يقم فأيماننا باطل "
(1كو 15 : 17 ) . القيامة هي أيضا فرح مع المسيح ولاجله ، وهذا الفرح نابع من حبه لنا ، فهو الذي بذل حياته لاجنا . هذا الفرح يمكنه أن يوجد في كل الظروف " أنتم أيضا تحزنون الان ، ولكني سأعود فأراكم فتفرح قلوبكم . وما من أحد يسلبكم هذا الفرح " . وفي صلاته يطلب لتلاميذه هذا الفرح " ليكون فيهم فرحي التام " . الفرح الحقيقي اعمق من الآلام ، هذا الفرح هو الكلمة الأولى في بشارة الخلاص " أفرحي يا مريم " .
أن قيامة الميسح هي مصدر قوتنا لمواجهة الصعوبات التي تواجهنا وذلك بقوة حبه الذي سكب فينا بالروح القدس فلا مكان لليأس مهما كانت الظروف ، فاليأس خطيئة ضد القيامة وضد ربوبية يسوع وكأننا نقول له " أنت ليس رب حياتي " فالقيامة تخصنا مباشرة ، ولكي نقابل المسيح القائم ، يجب علينا أن " نقوم بالعبور" من المنظور والملموس إلى غير المنظور وغير الملموس . يمكن للتاريخ أن يدرس حياة يسوع منطلقا من مستندات تاريخية ، ولكن لا أحد يستطيع بطريقة علمية أو منهج بشري أن يفهم أن المسيح قد قام . وطالما نبحث عن الفهم ونريد أن نري مثلما نري أشياء علي الأرض ، فعيوننا تكون محجوبة لا تستطيع التعرف عليه مثل تلميذي عماوس ومثلهما نتشكك ونتعثر دون أن نفهم .. فالبحث عن المحسوسات والمرئيات هو دليل علي ضعف الإيمان ، فالأيمان لا يطلب رؤية أو لمسا لان الإيمان هو الإيقان بأمور لا تري . رأي التلاميذ يسوع ولمسوه وأكلوا معه ولكنهم لم يستطيعوا أن يبرهنوا ذلك ببراهين ، ولكن نحن ندرك قيامة يسوع من خلال الشهادة ، شهادات الرسل واستشهاد ملايين من الشهداء ليعلنوا هذه القيامة .
أن القيامة هي النور الذي ينير كل شئ ويعطي التاريخ معناه ومنطقه ، أي أن الله محبة وانه خلق الإنسان بحبه واندمج في تاريخ البشرية بشخص يسوع الناصري الذي مات لكي يتأسس ملكوت الحب . وأنه قام من الأموات لان الحب أقوي من الموت. الإيمان بالقيامة يغير كل شئ ، والإيمان بقيامة يسوع هو الإيمان بأن الموت ليست له الكلمة الأخيرة ، وان للحياة معني وان الرجاء سينتصر دائما .فالحياة اقوي من الموت " جئت لتكون لهم الحياة ، بل ملء الحياة .( يو10/10)، فلكل ما أعيشه وما اعمله صدي أبديا فقيامة المسيح تضع في حياتنا بذور الحياة الأبدية .
ولكي تكون مسيحيا لا يكفي أن تؤمن بان القيامة حدث ماضي بالمعني التاريخي ، بل إنها مستمرة . كما عليك أن لا تدرج القيامة في سياق التاريخ بل أن تدرج التاريخ في سياق القيامة ، فتصبح القيامة واقعا يوميا . ولكي تكون مؤمنا عليك أن تدرك معني القيامة والصلب معا في جوهرهما. فحضور الله في يسوع المصلوب والمتروك هو مجال تحرير الإنسان من أوهام السلطة والمقتني .
الإيمان بالقيامة هو التأكد من إمكانية خلق مستقبل جديد ، عندما تتبني الشعب المطحون والمسحوق ، فتربط مصيرك بمصيرهم ، غير منتظر أي انتصار إلا انتصارهم هم . فالحب ورجاء القيامة هما توأمان : فلا حب إلا عندما يصبح الآخر بالنسبة إليك شخصا فريدا ، فتكون مستعدا لتقديم حياتك فداء عنه . عندما تكون علي كامل الاستعداد لهذا العمل فداء عن اصغر الخلائق ، يصبح الله فينا طاقة قادرة علي تغيير الكون . وبهذا نستطيع القول
: قام المسيح حقا قام